yalla shoot | اخبار | امم إفريقيا

تشارلز جيامفي المدير الفنى التاريخي لغانا – تم تصميها بواسطة الذكاء الاصطناعي

فى كرة القـدم الإفريقية يصل الإيمان بالسحر لأقصى مدى عَنْ طريق تدخله فى شفاء لاعـب مـن اصابه أو الفـوز بمباراة أو لقب.

وفي غانا تأخد الامور منحنى آخر تماما، فالبعض يربط اعوام النجوم السوداء العجاف فى كاس امم إفريقيا منذ تحقيق البطولة الرابع عَامٌ 1982 للعودة لممارسة أمور السحر.

شخص واحد فقط هو مـن وقف امام الخرافات وحقق لغانا 3 منافسات وساهم فى الرابع وهو تشارلز جيامفي.

ولمن لا يعرف مـن هو تشارلز جيامفي؟ فهو أول مدير فني يحقق لقب كاس امم إفريقيا 3 مرات وتبعه فقط حسن شحاتة مع الجيل الذهبي لمنتخب مصر.

مواجهه جيامفي للأفكار الرجعية والسحر فى كرة القـدم الغانية وُصفت بـ “طلب جيامفي مساعدة الله فى قضية محددة ونجح لأنها كانـت فى صف الله كيفما فعل سيدنا يوسف فى مصر“.

أصبح جيامفي أول مدير فني غاني يقود منتخـب بلاده فى التاريخي خلفا للمجري جوزيف إيمبر عَامٌ 1963، بعدما كان أول محترف فى تاريخ الكره الغانية عندما لعب لصفوف فورتونا دسلدورف الألماني، وفي بداية مهمته سار عكس التيار السائد.

عُرف دائما وجود ساحر يُلازم الفرق والمنتخبات فى غانا، لكن الامر توقف مع تولي جيامفي الهامة عَامٌ 1963.

نُقل عَنْ جيامفي فى كتاب “السحر والسحرة فى الكره الإفريقية” لكاتبه فرانسيس بوتشواي: “قبل ان أتولى عملية النجوم السوداء، كان هناك سحرة ودجالين “يساعدون” النادي، وبعض منهم كان يسافر معنا خارج غانا“.

وأكمل “كأفارقة لم يكن يفاجئنا ذلك لأن الخرافات فى كرة القـدم كانـت أمرا معتادا، وشيء يدور فى القارة اثناء هذه الأيام“.

وأردف “بخبرتي التى اكتسبها كرويا فى ألمانيا وتشيلي والبرازيل أقنعتني ان السحر لا يلعـب كرة القـدم“.

وواصل “قرر فريقى ألا يعتمد على خدماتهم، واعتمد على الصلوات والأنظمة التكتيكية الجيدة، والعمل الجاد والالتزام والتحفيز“.

وأشار الكاتب الي ان جيامفي طلب المساعدة مـن الله مـن اجل ان يتفوق على تلك الخرافات، حيـث صرّح قائلا فى عبر قناة Lifestyle tv”” الغانية: “طلب جيامفي مساعدة الله فى قضية محددة ونجح لأنها كانـت فى صف الله مثل فعل سيدنا يوسف فى مصر”.

وأوضح بوتشواي اثناء لقاءه قائلا: “فـاز جيامفي بأمم إفريقيا 1963 و1965، وفي 1978 لم يكن المدرب لكن عرض النصائح حينها على أوسام دودو المدير الفنى، وثم فـاز مجددا كمدرب فى 1982”.

وشدد بوتشواي إنه إذا تمسكت غانا بـ “طريقة جيامفي فى ادارة النادي” منذ عَامٌ 1982 وحتى وقتنا هذا لأصبحت الامور افضل حيـث اعلن: “عندما تركنا هذا الطريق بعد عَامٌ 1982 لم تسر الامور بشكل جيد معنا، أؤمن بشدة ان هذا هو سبب عدم حصولنا على لقب امم إفريقيا فى آخر 40 عاما“.

ماذا حدث فى آخر 40 عاما لغانا؟

ابتعدت غانا عَنْ الطريق السليم منذ الذهبية الاخيره للنجوم السوداء، وعادت غانا لطريق الخرافات مجددا بعد جيامفي.

كوابينا يوبواه رئيس رابطة النقاد الغانيين سبق ان صرّح سابقا فى تصريحـات نقلها موقع “غانا سوكر نت”: “أتذكر أننا فى امم إفريقيا 1978 كان لدينا قس ونصلي دائما فى اى وقت“.

واستدرك “فى 1991 جاء روحاني الي معسكر النادي وأحاطنا بالشموع وبدأنا بالصلاة، وأتذكر أننا قبل مواجهه زامبيا كنا نردد alima alima shankara. كنا نكرر تلك الأشياء فى تلك الأيام. ذهبنا وخسرنا تلك المباراه، وكان توني يوبوا هو المهاجم فى ذلك الوقت مع أوبوكو نتي وآخرين، وجورج آرثر كان غاضبا جدا لدرجة أنه هاجم الروحاني“.

كَمَا روى أيضا قصة ملاقاة روحاني قبل مباراة ودية بين غانا وكوت ديفوار فى عَامٌ 1984، فقال: “لسوء الحظ، أتذكر جيدا مرة أخرى أيام أتو أوستن كمدير تنفيذي للشباب والرياضة. ذهبنا الي كوت ديفوار لخوض مباراة ودية، لا أريد ان أذكر الأسماء ولكن أوبوكو نتي كان قائدا للفريق. سافر النادي الي كوت ديفوار وقيل لنا ان نذهب الي كيب كوست (مدينة فى غانا) لرؤية روحاني معين“.

وكشف ما دار عند زيارة الروحاني قائلا: “أخبرتنا امرأة أنه يتعين علينا الانتظار لبعض الوقت لأن الملاك سافر، وكان علينا الذهاب الي الشاطئ للجلوس تحت شجرة جوز الهند لعدة ساعات ثم عادت وفي النهايه جاء الملاك. وقالت إن المباراه كانـت صعبة للغاية وكنا سنخسر بنتيجة 2-0 لكنها تمكنت مـن تغيير النتيجة. لذلك أعطتنا الزجاجة والماء لإتمام الهامة، وخسرنا المباراه بهدفين مقابل صفر. وظلت هذه الأشياء مستمرة“.

صعود النجوم السوداء لنهائي امم إفريقيا 3 مرات فقط منذ ذلك الحين، وخسروها جميع بواقع 2 امام كوت ديفوار بركلات الجزاء فى 1992و2015، وأمام مصر فى 2010 بفضل هـدف محمد ناجي “جدو” المعروف.

جوران ستيفانوفيتش المدير الفنى للنجوم السوداء فى نسخة 2012 أبدى استيائه وغضبه مـن لاعبى النادي قبل مباراة نصف النهائى امام زامبيا فقال بعد فى تقريره بعد البطولة: “هناك حاجة لتغيير عقلية لاعبى غانا حول استخدام السحر الأسود لتدمير أنفسهم، وكذلك التأكد مـن أننا نغرس الانضباط والاحترام لبعضنا البعض“.

دريك بواتينج لاعـب غانا فى البطولة صرّح عبر قناة “GTV Sports +” ان اللاعبـين أصروا على خروج أندري أيو مـن غرفه الملابس لأنهم ظنوا أنه “سَحر” بقية زملائه.

وأوضح دريك “كان الجميع يقولون إنهم لن ينزلوا الي الْمَلْعَبُ أولا حتـى يخرج أندريه أيو”، وأشارت اخبار الي ان أيو سحر زملائه بعدما سجل هـدف الفـوز على تونس فى ربع النهائى، وأن الطريقة الوحيدة للتفوق على تلك التعويذة هى إجباره على النزول على الْمَلْعَبُ أولا قبل خروج زملائه مـن غرفه الملابس.

وواصل دريك حديثه “لمدة تتراوح بين 15 الي 20 دقيقة، كنا نقف هناك دون إجراء عمليات الإحماء. لذا فإن عملية الإحماء الوحيدة التى قمنا بها فى المباراه كانـت لمدة 10 الي 15 دقيقة. اعلن المزيد مـن اللاعبـين إنهم لن ينزلوا الي الْمَلْعَبُ حتـى يفعل أيو ذلك”.

ووصف الامر “ترى بعضهم يجلس فى المرحاض، وبعضهم يقف على الجانب، وبعضهم يجلس. لذلك كان الامر مزعجا للغاية. جوران المدير الفنى لم يستطع فهم ما يجري. لذلك بعد المباراه، سمعت المزيد مـن الأصوات. لقد انقلبت وهاجمت الجميع. بعد المباراه، جاء الي نياتانكي (رئيس الاتحاد الغاني حينها) وسألني عما حدث وأخبرته بما حدث بالضبط”.

وهو ما جعلهم يخوضون الإحماء قبل المباراه لمدة 15 دقيقة بدلا مـن 45، وفي النهايه خسروا بهدف دورن رد مـن الرصاصات النحاسية.

وكشف بواتينج ما دار فى غرفه الملابس قائلا: “فى غرفه تبديل الملابس بعد المباراه، رأيت الناس يجلسون فى حالة مـن الندم. لكن لماذا تندم على ذلك عندما علمت ان ما كنت تفعله لم يكن جيدا؟ الامر مرتبط بمنتخب غانا. لا يتعلق بكم، بل يتعلق بالوطن كله. لذلك كان الامر مزعجا لأن بعض الأشياء حدثت فى المعسكر ولا يخرج الناس للحديث عنها. لقد اعتزلت ويمكنني ان أقول ما أريد قوله. لا أحد يستطيع ان يمنعني”.

فى نسخة 2021 مـن امم إفريقيا قدم النجوم السوداء نسخة باهتة للغاية بتذيل ترتيـب المجموعة خلف المغرب والجابون وجُزر القُمر، وبرصيد نقطه واحد دون فـوز، وحينها ودعوا البطولة مبكرا كَمَا حدث فى نسخة 2006 بمصر.

وفق التقارير الغانية حينها فأن توماس بارتي لاعـب وسـط أرسنال الانجليزي وأكثر مـن لاعـب آخر فكر فى اعتزال اللعب دوليا بسـبب فضيحة السحر التى هزت معسكر النادي فى الكاميرون وليس للخروج المبكر.

شوهد أندري أيو وهو يرش الماء على أرضية الْمَلْعَبُ مع بداية عمليات الإحماء -يبدو أنه لم يتعلم مـن درس 2012- وزعمت التقارير أيضا ان بعض لاعبى النجوم السوداء أحضروا دجالين الي غرفهم بالفنادق لاداء طقوس قبل كل مباراة البطولة.

كَمَا أشيع ان غياب محمد قدوس لاعـب وست هام الحالي وأياكس حينها بسـبب الإصابة كان بسـبب استخدام بعض مـن لاعبى غانا السحر ضده، وسرعان ما أصدر الجناح الغاني بيانا حول حقيقة إصابته بسـبب السحر.

“فى طريقي للتعافي، إنه أمر محبط للغاية مع كل الافتراءات والادعاءات ذات التعليقات غير الدقيقه حول زملائي فى المنتخـب الوطني الذين يستشهدون بي مـن وسائل الإعلام والمدونات المتنوعة. إنه أمر مؤسف للغاية ولكن كل هذه التعليقات تتعارض مباشرة مع ما أمثله.

أرغب فى استخدام هذه الوسيلة لإبعاد نفسي عَنْ جميع التعليقات والمعلومات التى لا أساس لها والتي تستشهد بي. إنني أدعو الغانيين بكل تواضع الي تجاهل الامر والتعامل معه بكل الازدراء الذى يستحقه.

باعتباري جزءا مـن المنتخـب الوطني، فأنا المسؤول عَنْ زملائي فى النادي. لكنني أؤمن بغانا، غانا تجري فى عروقي، ومعي أو بدوني، سوف يعود فريق النجوم السوداء أقوى ويتألق مرة أخرى”.

لم تُعلن قائمة منتخـب غانا لأمم إفريقيا بعد، وربما بعد الأزمة الاخيره فى البطولة الماضية يفكر نجوم غانا وعلى رأسهم المخضرم أندري أيو ومحمد قدوس وتوماس بارتي فى التأثير على زملائهم بالابتعاد عَنْ طريق السحر والاقتداء بطريق الله كَمَا فعل جيامفي، فربما ينهون اعوام الكره الغانية العجاف.