بغلف وغلطة النصر الكبرى

عندما نتحدث عَنْ الاستقرار الإداري الذى يعيشه فريق الهلال دون كل الانديه وهو سر النجاح الاول فذلك لأن هناك أندية تملك مقومات موازية لكنها تعيش فى دوامة مـن عدم الاستقرار أو التخبط الإداري.
الاهلي كان يعيش مدة ذهبية مـن الاستقرار حتـى وهو مبتعد لعقود مـن الزمن عَنْ تحقيق الدورى ، لكن فجأة بعد الحصول على الدورى 2016 كأنها انفرطت سبحة الاستقرار و دخل فى مشاكل إدارية و ديون حتـى سقط الي دورى يلو 2022 ، ثم عاد وهو يحمل إرثًا ثقيلًا مـن التخبط لم تعالجه الأنتقالات المليونية أو استحواذ الصندوق عليه.
الاتحاد بعد رحيل منصور البلوي لم يعد هو ذلك الاتحاد القوي الذى حَقَّق كاس آسيا مرتين ومجموعة مـن الالقاب ، و أصبح ندًا قَوَيًا لنادي الهلال حتـى أطلق على مقابلة الفريقين الكلاسيكو لشدة الإثارة و المنافسة ، فبعد اعوام مـن الاستقرار حتـى قبل عهد البلوي دخل هذا النادي العريق فى مشاكل إدارية و مالية ، و كاد يسقط الي دورى الدرجة الأولى ، و لولا تدخل وزارة الرياضة بحل مشاكل النادي و معالجة ديون جميع الانديه ربما كان الاتحاد مـن أندية دورى يلو الان وموقوف عَنْ تَسْجِيلٌ اللاعبـين حتـى إشعار آخر .
النصر الذى ينافس الهلال على أكبر جماهيرية فى المملكة و يملك مقومات موازية تمامًا له الي درجة أنه حتـى موقع الناديين فى نفس الحي وهو العريجاء بالرياض ، و لديهم نفس المساحة تقريبًا و قوة مجموعه الشرف ، لكن الفرق ان النصر يعيش فى دوامة إدارية و تذبذب و انضمام مجموعه داعمين و غياب آخرين حسب الإدارة ، و غياب أساطير النادي عَنْ خدمة النادي ، بل بعضهم دخل فى مناوشات مباشرة بينما ان الهلال ربما يملك نفس المشكلات لكنها لا تخرج على السطح ، و جهود لم الشمل حاضرة باستمرار و ليس هناك شيء مستور مـن مشاكل الانديه بين مجموعه الشرف ، و ما يفرق هو طريقة التعامل و مصلحة الكيان.
النصر كان يملك فرص تاريخية لتغيير واقعه المر الذى لا يزال يعيش ترسباته ، لكنها ضاعت و ما أظنها تعود وهي رئاسة خالد البلطان للنادي التى حسب ما يقال وجدت معارضة داخلية مـن بعض مجموعه الشرف لذلك فضل الانسحاب و بعدها تقلد رئاسة فريق الشباب الذى عاش مدة ذهبية ليس لها مثيل ، و بسببه كسب الشباب شعبية جماهيرية بعد ان كان عَدَّدَ الجمهور فى المدرجات لا يزيد عَنْ ٤٥ متفرج حسب تصريح مشهور للبلطان ، و استطاع أبو وليد بقوته الإدارية مسابقه الأربعة الانديه الجماهيرية بل و كان له حضورًا إعلاميًا قَوَيًا له هيبة ، و ما يعزز الرَّأْي الذى يشير الي رفض بعض مجموعه الشرف المؤثرين رئاسة البلطان هو انقلابه التام على النصر الي درجة ان يستثنيه مـن قائمة الانديه الكبيرة وهو الداعم له بالملايين لسنوات طويلة اثناء رئاسة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود ، و أيضًا كان البلطان مرشحًا بارزًا للرئاسة ، و ما يوضح أكثر عدم القبول بالبلطان هو تصريح الأمير ممدوح وقتها أنهم يبحثون عَنْ رئيس لديه خبرة و هو الامر الذى لا ينطبق على أبو الوليد الذى كان تاجرًا شابًا حينها.
عاد النصر مرة أخرى فى السنوات الاخيره لتكرار المخالفة و خسر واحدًا مـن أقوى الداعمين له الذى دفع مبالغًا مالية كبيرة جدًا ، و هو رجل الأعمال المعروف بيده البيضاء و العاشق للنصر عبدالعزيز بغلف الذى ابتعد عَنْ النادي تمامًا مع تسلم ادارة النصر الي مسلي آل معمر فى خسارة كبيرة بل و كان له بيـان صريح يوضح موقفه والسبب فى إلغاء العضوية الذهبية بعد ان كان ابرز داعم مالي و إعلامي حينها ، و قبل ذلك اثناء ادارة السويكت أوضح بوجود صراعات داخلية فى النادي و مصالح شخصية و لو كان مجموعه شرف فريق النصر على وفاق لكان ترشيح هذا الرجل الناجح لرئاسة النصر مكسبًا كثيرًا للنادي ، ولكان الوضع مختلفًا تمامًا ، و خاصة ان رحيل رجل الأعمال سعود آل سويلم كان محل استفهامات كبيرة بعد ان حَقَّق نجاحًا غير مسبوق على مستوى الاستقرار الإداري و الفنى لم يشهده النصر قبلها لسنوات طويلة.
بالعادة رجل الأعمال الناجح مثل البلوي و البلطان وكذا بغلف لديهم القدرة على توظيف نجاحهم التجاري فى تحقيق نجاح رياضى ، و هذا الذى حدث بالفعل فى الاتحاد و الشباب لاحقًا و كان يفترض ان النصر استفاد مـن هذا الامر بعد تجربة ناجحة مع آل سويلم لكن فضل مجموعه الشرف تجربة شخص كانـت له تجربة رياضية كبيرة برئاسة رابطة دورى المحترفين مـن ٢٠١٨ الي ٢٠٢٠ و هو مسلي آل معمر على العقلية الاقتصاديه المتمثلة فى عبدالعزيز بغلف، و للأسف النتائج حتـى الان لم ترضي الجماهير بعد الأنتقالات الكبيرة على مستوى اللاعب المحلي و الأجنبي و لعل ابرز ما قامت به الإدارة هو التعاقـد مع كريستيانو رونالدو.
فى الجانب الآخر و اثناء نفس الفتره فى السنوات الاخيره مسك الهلال فهد بن نافل وهو رجل أعمال ناجح و مدير تنفيذي ، و حَقَّق معه الهلال الاستقرار الإداري الذى انعكس على تحقيق إنجازات انتظرها الهلاليين ٢٠ سنة ، و تجاوز كل التوقعات حتـى أصبح السؤال الان مـن يهزم الهلال هذا العام ؟.
لعل ما ذكرته ينطبق على ريال مدريد الذى يديره رجل أعمال ناجح وهو الملياردير فلورنتينو بيريز ، وبعيدًا عَنْ تحقيق الأبطال خمس مرات منذ عودته للرئاسة عام2009 فقد استطاع ان يعبر بالنادي مـن الأزمة المالية الخانقة بسـبب أزمة كورونـا ، بينما غرق برشلونه فى بحر الديون و الكوارث المالية بسـبب الفشل الإداري و سوف يعاني لسنوات قادمة ، و حقيقة نجاح ريال مدريد هو الاستقرار الإداري.
فى النهايه لا يمكن لوم التوجه الجديـد فى الدورى المحلي بتعيين مدراء تنفيذيين أجانب لديهم خبرة لقيادة الانديه و ذلك مـن اجل إيقاف العمل العشوائي و الإتجاه نحو الاحترافية الحقيقية لكي يعتمد كل فريق على إيراداته و ليس على دعـم و سلطة مجموعه الشرف ، و أنا أجزم ان أول فريق سوف يستفيد مـن هذا التحول هو النصر الذى يملك جميع المؤهلات لمنافسة الهلال ، و يكفي ان القاعدة الجماهيرية و قوة التأثير فى السوشل ميديا التى هى مستقبل الانديه متوفرة .